خصائص المدونات العربية الالكترونية
أ – محتوى المدونات العربية:
تركز معظم المدونات العربية على السياسة و الأدب والشعر. وتوجد مدونات عامة وأخرى متخصصة، مثل تلك التي تهتم بعلوم الإدارة والهندسة الصناعية أو في التكنولوجيا، أو تلك التي تتحدث عن التجارب الحياتية الشخصية أو تربية الأبناء. وتوجد مواقع تجمع المدونات العربية، مثل موقع تدوين أو مجموعات بريدية للمدونين العرب وغيرها.
ومن الملفت للانتباه، مثلا، أن المدونات المصرية والعربية التي بدأت تنتشر بشكل موسع حيث بلغت في مصر وحدها قرابة خمس آلاف مدونة في غضون ثلاثة أعوام، ويرجح أنها ستتضاعف باضطراد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المدونات انتشرت بسبب ما نشر في بعض المدونات ذات الطابع السياسي لنشطاء سياسيين، أو شباب فتحوا مدونات لنشر ما تخفيه وسائل الإعلام الرسمية، وتبادل الأفكار والآراء حول الإصلاح والحريات. إلا أننا نلاحظ أن المدونات الاجتماعية تحتل النسبة الأكبر من هذه المدونات.
ولكن مع انتشار المدونات السياسية وظهور فوائدها في الكتابة بحرية وبدون قيود أو خشية معرفة من وراءها في أغلب الأحيان، بدأت تظهر (المدونات الاجتماعية) التي تحررها غالبًا نساء متزوجات أو عوانس أو مطلقات، يناقشن فيها قضايا اجتماعية خطيرة مثل: الزواج والطلاق وشؤون الأسرة والزواج العرفي والسري وأسباب الخيانة الزوجية وغيرها، والعلاقة بين الزوج والزوجة والحب ومشاكل الأسرة، بأساليب طريفة وهزلية وجدية في آن واحد.
ب- مميزات المدونات الالكترونية:
رغم حداثة الظاهرة نسبيا، المدونات العربية، وقلة الأدبيات حولها، إلا أن هناك بعض المحاولات التي اجتهدت في وضع بعض الخصائص التي تميز المدونات العربية. ومن بين هذه المحاولات نذكر ما ذهبت إليه “نسرين التازي” والتي عددتها في النقاط التالية:
- تعمل المدونات العربية على رد الاعتبار للغة العربية.
- يتميز الحوار فيها بمناخ صريح وحضاري.
- تحمل المدونات العربية مواضيع حميمية يتقاسم فيها المدونون تجاربهم اليومية.
-تعطي لنا المدونات العربية مؤشرا عن مدى التجاوب مع الاختلاف الثقافي الأجنبي .
- ليست اللغة المستخدمة لغة فصيحة بالضرورة، وإنما قد تكتب في شكل مزيج بين العربية وغير العربية.
- تبدو كإعلام بديل، من خلال السبق في تقديم بعض المعلومات التي قد لا يقدمها الإعلام الرسمي وغير الرسمي.
- تبدو أكثر أنماط النشر الالكتروني التصاقا بالواقع الحقيقي، حتى وإن بدأت من الواقع الرقمي.
- تعد الآراء والأفكار التي يتم التعبير عنها بقدر كبير من الحرية والصراحة والجرأة ملمحا بارزا، وهي أحيانا تشبه المذكرات الخاصة التي تكتب بيد صاحبها سرا.
ج-الاستعارة والهوية الافتراضية في المدونات العربية:
- هوية المدونة العربية:
إن الحديث عن هوية التدوين هو البحث فيما يميز المدونات العربية، وهو بيان لجغرافيا المدونات و بالتحديد الخصائص المشتركة التي تميزها و تمكنها من اتخاذ هوية ذاتية، و بشكل مستقل عن بقية وسائل الإعلام و عن كل ما تفرزه شبكة الانترنت. فقد مازال المشهد العام للمدونات تشوبه الضبابية و التداخل على مستوى الدوافع أو الأهداف، وهي إشكالية تعود إلى حداثة الظاهرة و غياب الاهتمام بها من جهة و الاستيعاب الصحيح لمميزات التدوين من جهة أخرى. فقد نشأت المدونات العربية وسط مخاض جيوسياسي و اجتماعي عسير متقلب، به علامات ظاهرة لأزمة ثقافية و سياسية هزت الكيان العربي، تعود على الأقل إلى خمس سنوات خلت، و خاصة مع اندلاع الحرب على العراق سنة 2003 و قبلها أحداث الحادي عشر من سبتمبر، و التي أظهرت صورة جديدة و متوحشة في أساليب عرض الهوية و الثقافة العربية الإسلامية و إلصاقها بمقولة الإرهاب. فقد أصبح العربي الإرهابي حديث الإعلام الغربي، و أصبحت الدول العربية عاجزة لا تقوى إلا على التبرير و تلميع صورة مواطنيها بأشكال بها الكثير من التنازلات. كما أن لكل دولة عربية ظروفها الخاصة التي دفعت بجيل المدونين إلى خوض غمار هذه التجربة، والتميز عن بقية ما يصاغ وينشر في مختلف الأقطار العربية.
فالمقصود بهوية المدونات العربية هو البحث في حالات التقاطع بين أكثر من مدونة، رغم صعوبة الوقوف عند الخصائص غير المرئية لتلك المدونات. لكن رغم ما للمدونات العربية من تجديد وهوية تفاعلية فإنها تعاني خاصة من غياب التجديد الدوري، فأقصى أرشيف لا يتجاوز السنتين وهذا يعود ربما إلى حداثة الظاهرة وغياب التفرغ لعملية التحيين، هذا بالإضافة إلى موروث ثقافة النقد ونسبية الحريات وتشوهات الواقع السياسي والثقافي للمجتمعات العربية. في الأصل لا تختلف خصائص المدونات العربية عن بعض خصائص المدونات على المستوى الدولي، لكنها وبحكم بعض الخصوصيات السياسية والثقافية فإنها تتميز بحضور الهموم القطرية والرغبة في تحويل التدوين إلى مؤسسة، واعتبار التدوين محضنة للممارسة الديمقراطية، وتأكيد ثقافة الحوار وظهور إشكالية لغة الكتابة للمدونة، خاصة وأن نجاح المدونة متوقف على مدى قربها من موضوعها وجمهورها.
- الاستعارة والهوية الافتراضية:
يمكن القول إن أسماء وعناوين المدونات العربية ليست غريبة عن الفضاء الذي تنشط فيه، فهي تعبر وتعكس فكر وشخصية أصحابها، فقليلا ما يعثر المتصفح عن مدونة تحمل اسم صاحبها وخاصة لدى الفتيات وذلك لعوامل ثقافية تعود إلى ثقل العادات والتقاليد الموروثة. فالسواد الأعظم لأسماء المدونات هي صفة لحالة يعيشها المدون تختزل في كلمة أو كلمتين وتلخص موقف أو مسيرة ذلك الشخص مثل “الفرعون الكبير”، “حوليات صاحب الأشجار”، “أحلامي المبعثرة”، ” ظلال الموت”، ومدونات أخرى لا عد لها.
وبذلك، تساعد الهوية الافتراضية لهؤلاء الشباب في النشاط والكتابة بكل حرية على شبكة الانترنت، فاستعمالهم لأسماء مستعارة لا يعرضهم للكشف، إذ نعثر على أسماء مثل: سندباد، ابن هاشم، مسافر، علم الحرية، الراية، سفير الساحة، أهل المريخ، بين الجنون والتهور، يوميات مدرس في الأرياف، اليوم الصعب، المضروب
دوافع وأسباب المدونات الالكترونية العربية
أ-حرية التعبير:
يعتبر التضييق المتواصل على حرية التعبير من طرف الحكومات العربية وبعض الجماعات غير الرسمية، سببا أساسيا لانتشار ظاهرة التدوين. إذ يعتبر الفاعلون في فضاء التدوين فئة اجتماعية ذات مستوى تعليمي معتبر، و يظهر ذلك جليا في أن أغلبهم غير راض عن المادة الإخبارية المعروضة. وخاصة تلك التي توفرها مؤسسات الإعلام الحكومية، فهم يطالبون بسقف أعلى من الحرية في التعبير عن آرائهم، ويساهمون في تحذير مبدأ حرية التعبير عن الرأي، و ثقافة النقد السياسي والاجتماعي عبر الاتصال الإلكتروني.
ففي ظل عجز الإعلام التقليدي عن تحقيق ما تصبو إليه هذه الفئة في الدول العربية، ومن خلال ما توفره شبكة الانترنت من مرونة، فإن هؤلاء المواطنين (المدونون الإلكترونيون) قادرون على تجاوز عقبة الإجراءات الحكومية الصارمة التي تمارس لتقييد حرية التعبير عموما وحرية الصحافة بصفة خاصة. وعليه، فإن المدونات الالكترونية العربية تميل إلى التعبير عن المسكوت عنه وتنشغل بما يدور في هوامش المجتمعات العربية، وخاصة تلك القضايا التي لا يسمح بالتعبير عنها في الفضاء العمومي ولا تتناقلها وسائل الإعلام التقليدية وبالتالي لا تصل إلى الرأي العام. فهي تحاول إظهار الواقع على حقيقته بلغة يطغى في الغالب عليها الطابع النقدي والجرأة.
فالحكومات العربية التي تعتمد خطابا سياسيا مغلفا بشعار الدفاع عن حرية الرأي و التعبير سرعان ما تلجأ إلى فرض القيود على حرية الصحافة والتعبير، بحجة مراعاة التقاليد و الآداب العامة و القيم الدينية و الحفاظ على أمن الدولة.
في هذا السياق، يرى أحد المدونين الالكترونيين العرب من المغرب، صاحب مدونة “بلا فرنسية”، أن المدونة بالنسبة له هي: ” أداة لحرية الرأي ودمقرطة الإعلام… فلست بحاجة إلى تصريح ولا تمويل وشهادة جامعية لأقول رأيي في أي موضوع أشاء”.
وفي نفس الاتجاه يعتقد البعض ” أن المدونات الالكترونية العربية هي الطفرة التحررية الإعلامية العربية الثانية بعد طفرة الفضائيات والمنتديات المفتوحة، التي ساهمت بشكل فعال في تحريك سقف الحرية في أداء الإعلام العربي، وإخراجه شيئا فشيئا من جبروت وتقاليد الإعلام الحكومي المعلب.
ب- سهولة النشر الإلكتروني:
تعد صعوبة النشر بالطرق الكلاسيكية أحد أهم أسباب التدوين، فالمدونات تعتبر عند المدونين إعلانا عن نهاية صحافة الطباعة والنشر بمفهومها الكلاسيكي الورقي، الذي مازالت تقننها قوانين المطبوعات ذات الروح الرقابية كما هو الحال في جل الدول العربية. ومن هنا تظهر أهمية المدونة كالوسيلة الأسرع والأسهل والأكثر أمنا لنشر المواضيع، خصوصا تلك التي تمنع من النشر في الوسائل التقليدية بسبب العادات والتقاليد، أو بسبب القوانين والأنظمة التي تمنع نشر كل ما لا يعجبها، والتي تمأو ممثل كشفا للمستور في الممارسات الخاطئة المتوارثة أو المكتسبة، فمع المدونات لا وجود للرقيب الحكومي و لا حاجة للتصريح والإذن المسبق.
ج- قضايا الشأن العام:
تكاد تكون المدونات عبارة عن صورة سوسيولوجية حية، تعكس الواقع الدولي والعربي في كل قطر، فهي فضاء رافض ومناهض يتجه إليه المهمشون سياسيا، وهي ليست بالضرورة فضاءا اتصاليا يقبل ثقافة الإجماع. فهي تأخذ من قضايا الشأن العام مجالا، ومن تفاصيل الحياة اليومية ملاذا لها.
ولقد ساعدت المدونات في إظهار مسألة الشأن العام على السطح الافتراضي، لارتباطها بالحركات السياسية الداعمة للديمقراطية في العالم العربي، من أجل توفير سقف أعلى من التفاعل الاجتماعي و السياسي على شبكة الانترنت. وخاصة الدعوة إلى الشفافية و الديمقراطية الشعبية و التداول على السلطة و محاربة الفساد و الإقصاء. وبذلك خلقت المدونات أسلوبا جديدا في التفاعل مع الشأن العام و ممارسة العمل السياسي، وهي طريقة تعتمد على ما توفره شبكة الانترنت عامة، و المدونات خاصة من رقابة و نقد لأداء السلطة التنفيذية و الحكومة. فشعارها لا إدارة للصالح العام بعيدا عن مبدأ الديمقراطية و حرية التعبير.
د- إظهار القيم الفردية:
إن طبيعة الكبت و العنف و القهر الاجتماعي و السياسي و الثقافي الذي يعيشه الشباب العربي على وجه الخصوص، والفراغ القيمي الذي يعانون منه مع وجود استثناءات، مكن التدوين من إظهار عدة قيم، كونها تسجيل للسلوك اليومي الفردي و ما يحمله من حقائق مؤلمة و أحزان و خيبات و أفراح و انتصارات ذاتية، و تعتبر المدونات العربية منهل خصب لاتجاهات غير مألوفة في المجتمعات العربية، منها ما هو سياسي و اجتماعي و ثقافي و عرفي و غيرها من المواضيع. بالإضافة إلى كون الإنترنت فضاء للتواصل و الأخبار و التجارة و العلوم و غيرها من المعارف و الخدمات، وهي في نفس الوقت فضاء اتصالي لدعم حرية الفرد و ذاتيته، وبذلك فقد أصبح بإمكان الفرد أن يتحول إلى مؤسسة اتصالية مستقلة عن المؤسسات التقليدية الرسمية المتعارف عليها (صحافة، تلفزيون، إذاعة،………….)
- سلسلة من المقالات للصحفي جهاد الخزن في جريدة الحياة اللندنية الواسعة الانتشار، عن التدوين والانترنت في العالم عموما مع التركيز على العالم العربي في بداية عام 2006.
- إشارة الكاتب الصحفي “محمد حسنين هيكل” خلال لقائه بقناة “الجزيرة” إلى متابعته واهتمامه بمدونة “بهية” من مصر.
- القبض على المدون المصري كريم عامر واعتقاله بشكل غير قانوني لمدة 12 يوما، من قبل الأمن المصري والحملة التي صاحبت القبض في نهاية أكتوبر 2005.
- حصول مدونة علاء و منال على جائزة أفضل مدونة من منظمة: مراسلون بلا حدود، و قيام قناة الجزيرة بتقديم برنامج عن المدونات ونشرها لخبر فوز المدونة بالجائزة.
- مساهمة العديد من المدونين المصريين في حركة المطالبة بالإصلاح في مصر، سواء عبر نشاطهم الميداني، مثل اعتصامهم بميدان التحرير بالقاهرة لمناصرة القضاة المصريين ضد هيمنة الدولة، وغيرها من التظاهرات.
- القبض على عدد من المدونين المصريين أثناء حركة التضامن مع القضاة المصريين، وتعذيب أحدهم بشكل وحشي وهو المدون محمد الشرقاوي خلال شهر ماي 2006.
- انتشار اللغة العربية العامية واستخدام تعبيرات غير معتادة بين الكتاب والصحفيين، ولكنها منتشرة بين الشباب في حواراتهم الخاصة، مما شجع الكثير من الشباب على إنشاء مدوناتهم، نتيجة لشعورهم بأن المدونات ليست أكثر من تعبيرهم عن أنفسهم و أفكارهم بلغتهم الخاصة المعتادة، بعيدا عن آداب الكتابة التي ترسخت في الواقع عرفيا، دون أن يوضح أحدهم من جعل استخدام العامية و التعبيرات الشائعة في الشارع ضد هذه الآداب.
- تقارير قناة الجزيرة في برنامج كواليس حول عالم المدونات ومستقبل التدوين في الوطن العربي، وفي رأي أحد الكتاب أنه ما دامت الجزيرة قد خصصت لهذا الموضوع تقريراً خاصاً وأبدت اهتمامها به ووصفها لها بالإعلام الجماهيري، فهذا يعني أن المدونات قد صارت بالفعل تؤثر في المحيط العربي بعد أن أثرت في المحيط الغربي.
كما كانت هناك نقاشات دارت حول المدونين العرب ساهمت بشكل كبير في طرح الأسئلة عن هذه الأداة الجديدة، والتي سلطت الضوء على هذه الظاهرة، مما جعل الكثير من الجمهور العربي سيما الشباب منهم ليبادروا بإنشاء مدوناتهم الخاصة.
ويشير كتاب آخرون إلى أنها كانت بسبب حروب الولايات المتحدة على أفغانستان و العراق، أو على ما يسمونه الإرهاب. لأن في هذه الأوقات بدأت تظهر مدونات من داخل العراق تحكي المأساة من الداخل بشهود عيان، و ليست أخبارا صحفية لمراسلين ليسوا في مكان الحدث. لهذا اكتسبت تلك المدونات مصداقية قوية أدت إلى جذب عدد كبير من الزوار. علما أنه كان من بينهم صحفيون أيضا لغرض البحث عن الخبر اليقين بعيدا عن تصريحات الجيش الأميركي، و قد اعتبر المراقبون أن المدونات التي يحررها المواطنون العراقيون و يكتبون فيها إدراجاتهم، تقوم بمثابة المراسل أو دور المراسل الحربي كما وصفهم البعض.
وفي عام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة، بانضمام العديد من مستخدمي الإنترنت إلي صفوف المدونين وقرائها، كما تناولتها الدوريات الصحفية. وأصبحت المدونة نوعا من أنواع الإبداع الأدبي المتعارف عليه، تنظم له دور النشر والصحف ـ في إصداراتها الرقمية- المسابقات لاختيار أفضلها، من حيث الأسلوب والتصميم واختيار الموضوعات، مثل المسابقةالتي نظمتها صحيفة “ذي جارديان” البريطانية. وتوجد أيضا العديد من المدونات العربية الخالصة التي نالت شهرة واسعة بسبب خوضها في أمور السياسة.[
ويبقى من بين الأدلة المهمة على تأثير المدونات في المجال السياسي هو لجوء الرئيس الإيراني “محمود أحمد نجاد” إلى إنشاء مدونة لمهاجمة أمريكا وقد استغل أول تدوينة له والمؤرخة ب 08أوت 2006 لوصف البيئة التي نشأ فيها، ووضع استطلاعا يسأل فيه زوار المدونة إن كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان بدء حرب عالمية جديدة، وقد التزم “نجاد” بتخصيص 15 دقيقة مرتين كل أسبوع للتواصل مع زوار مدونته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق