ما هو التعليم النقال؟
توفر تقانات الشبكات اللاسلكية والنقالة فرص تعليم مهمة، للناس الذين لا تتوفر في مناطقهم البنية الأساسية اللازمة لتحقيق فرص التعليم الإلكتروني، مثل المناطق الريفية أو للناس المتنقلين دائماً بسبب نمط عملهم والراغبين في التعلم. لذلك يجب أن يتضمن تعريفنا للتعليم النقال القدرة على التعلم في أي مكان وفي أي وقت، دون الحاجة إلى اتصال دائم بالشبكات اللاسلكية مع وجود تكامل بين تقانات كافة أنواع الشبكات اللاسلكية والسلكية.
يمكن تحقيق ذلك باستخدام الأجهزة النقالة والمحمولة مثل الهواتف الخلوية Cell Phones والمساعدات الرقمية PDA والهواتف الذكية Smart Phones والحواسب المحمولة Portable Computers على أن تكون كلها مجهزة بتقانات الاتصال المختلفة اللاسلكية والسلكية على حد سواء مما يؤمن سهولة تبادل المعلومات بين الطلاب فيما بينهم من جهة وبين الطلاب والمحاضر من جهة أخرى.
التعليم النقال تطور طبيعي للتعليم الإلكتروني
هذا صحيح؛ فمن يُنْعم النظر في بعض الإحصائيات العالمية عن الأجهزة النقالة والمحمولة بوجهٍ عام يُدركْ أهمية استخدام التقانات اللاسلكية في مجال التعليم:
· أكثر من 50% من مواقع العمل في الولايات المتحدة الأمريكية هي مواقع نقالة.
· حتى عام 2005 يمتلك نحو 78% من سكان أوربا هواتف محمولة.
· عدد أجهزة المساعدات الرقمية المبيعة في 2005 تجاوزت 200% من عددها عام 2004.
· حتى عام 2010 سيتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت اللاسلكية المليار.
· عدد مستخدمي الهواتف النقالة يتزايد تزايداً كبيراً كما يبين الشكل التالي:
وعلى هذا، إذا كان التعليم الإلكتروني E-Learning قد حمل أنظمة التعليم التقليدية خارج المدارس والجامعات، فإن التعليم النقال M-Learning سوف يأخذ عملية التعليم بعيداً عن أي نقاط ثابتة محترماً بذلك رغبة المتعلم في أن يتفاعل مع أطراف العملية التعليمية المختلفة دون الحاجة للجلوس في صف دراسي أو أمام شاشات الحواسيب.
ماذا يمكن أن نحقق باستخدام M-Learning
من الممكن أن نبدأ بتطبيقات التعليم النقالM-Learning البسيطة فيما يتعلق منها بتكامل الحلقة التعليمية المؤلفة من الطالب والمدرسة والعائلة، إذ تكوِّن صلة وصل مباشرة بين هذه الأطراف. فمن الممكن للأهل أن يتسلموا متابعة دورية لنتائج أبنائهم وتطور مستواهم الدراسي، أو بعض التنبيهات الطارئة، على تغيب أو تأخر أبنائهم عن حضور الدروس. هذا التواصل المباشر مع المدرسة له أهمية بالغة عند العائلة، خاصة إذا ما كان كلا الأبوين عامل، فهذا يعطي فرصة لتدارك أي إخفاق دراسي أو مسلكي لهؤلاء الأبناء. ويستفيد طلاب المرحلة الجامعية -خاصة لمن يقطنون بعيداً عن جامعاتهم أو لطلبة التعليم غير المرتبط بدوام منتظم- من إمكان استقبال الإعلانات أو المقررات الإدارية المستعجلة كإلغاء موعد امتحان معين، أو اعتذار عن حصة ما، أو تقديم موعد تسليم المشاريع الطلابية، وهذه كلها أمور يعاني منها طلاب الجامعات. لكن في الحقيقة هناك تطبيقات أخرى عديدة مهمة، وهي التي تستخدم تقانات نقل البيانات عبر الشبكات اللاسلكية. مثل:
· بث المحاضرات والمناقشات مباشرة إلى الطلاب وإنشاء مكتبة خاصة بها
برمجيات التعليم النقال
تقدم هذه البرمجيات حلولاً للتعليم والتدريب المتنقل (Mobile Learning and Training) مثل تلك البرمجيات التي تقدمها شركة Hot LAVA Software، باستخدام هذه البرمجيات في المؤسسات أو الجامعات. توفر مثلاً برنامج تدريبي معدة للتعليم والتدريب المتنقل لكبرى الشركات العالمية في مجال المعلوماتية والحاسوب، والمهارات الإدارية والشخصية مثل شركة Cisco و Microsoftو CompTIA، كما توفر إمكان تحويل المواد التعليمية والتدريبية الخاصة بالمؤسسات والمدربين إلى صيغة تناسب التعليم المتنقل. تساهم هذه البرمجيات في إنشاء وتوصيل المحتوى العلمي والإداري للطلاب وفق الخطوات التالية:
1) إنشاء المحتوى العلمي والهيكل الإداري الخاص بالمنهاج أو الدورة التدريبية هذه مع إمكان إشراف كامل من المؤلف ومدير النظام كل حسب صلاحياته.
2) إنشاء سجلات خاصة بالطلاب الراغبين في التسجيل تتضمن المعلومات الضرورية للتعريف بالجهاز والشبكة الذي سيعمل عليها، فتبين مثلاً الصفحة التالية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت اللاسلكي:
3) وضع أسس التعامل التجاري والمالي مع الشركة المشغلة للشبكة.
4) تضمين المحتويات العلمية وتغليفها بصيغ وأشكال تتناسب مع الجهاز والشبكة، وإجراء كافة عمليات التفاعل مع الطالب كتحضير صفحة WAP للولوج إلى إحدى المواد
يمكن استخدام الأجهزة التالية في عملية التفاعل مع التعليم النقال :
1) الحواسيب المحمولة Notebook Computers
تتمتع هذه الأجهزة بميزتين، الأولى هي أن لها أداء الحواسيب الشخصية PCs والثانية هي أنها محمولة وعندها إمكانات التواصل اللاسلكي. المشكلة الأساسية هنا أن أسعارها دائماً مرتفعة.
2) حواسيب Tablet PCs
وهي من أحدث الأجهزة النقالة التي لها مواصفات مقاربة للحواسيب الشخصية، بعضها ليس لها لوحة مفاتيح، وتستعيض عنها بنظم تَعَرُّفِ الكتابة، وتعتبر غالية السعر إلى حدٍّ ما.
3) الأجهزة المساعدة الرقمية Personal Digital Assistants
وهي أجهزة صغيرة الحجم تحقق وظائف متعددة باعتمادها نظم تشغيل ذات خصائص مشابهة لنظم تشغيل الحواسيب المكتبية مثل Palm OS وMicrosoft Pocket PC.
4) الهواتف الخلوية Cellular Phones
إنها، على سعرها المتدني وضعف إمكاناتها، ما زالت قادرة على القيام بالخدمات الصوتية وإرسال الرسائل القصيرة العادية وفي بعض الأنواع رسائل الوسائط المتعددة.
5) الهواتف الذكية Smart Phones
بدأ خليط من الهواتف الخلوية والمساعدات الرقمية يأخذ دوره في أسواق الأجهزة المحمولة على نحوٍ منافس، خاصة مع الخدمات التي تقدمها من استعراض الإنترنت ودعم لبرامج متنوعة خاصة بها، مما يجعلها تأخذ دوراً هاماً في التعليم النقال.
6) أجهزة التصويت الإلكتروني
تستخدم هذه الأجهزة في عمليات الإجابة عن الأسئلة لاسلكيا ضمن حيز مشترك للإجابة عن استفسارات المدرس وإعطاء النتائج على الشاشة:
مميزات استخدام التعليم النقال للشبكات اللاسلكية
يحاول التعليم النقال استثمار كافةِ تقانات الشبكات اللاسلكية المتوفرة كلٍّ بحسب سعتها وخدماتها:
1) Global System for Mobile Communications GSM
النظام العالمي للاتصالات النقالة، حامل أوسع الشبكات الخلوية انتشاراً حتى الآن في كافة أرجاء العالم، وما زال ينتشر في معظم البلدان النامية، يعمل على أحد الترددين 900MHz و1800MHz في أوربا وآسيا واستراليا، في حين أنه يستخدم التردد 1900MHZ في أمريكا الجنوبية وقسم من أمريكا اللاتينية وأفريقيا. يوفر خدمات الاتصال الصوتية والرسائل الصوتية والرسائل القصيرة والفاكس وخدمة النداء اللاسلكي.
2) Wireless Application Protocol WAP
بروتوكول التطبيقات اللاسلكية الذي جاء ليوفر خدمات متقدمة للهواتف الخلوية العاملة على شبكات GSM مثل تصفح الإنترنت ببناء صفحات خاصة تراعي محدوديات الهاتف والشبكة الحاملة.
3) General Packet Radio Service GPRS
خدمة نقل البيانات راديوياً، توفر خدمات نقل البيانات بسرعة كبيرة جداً، ويشمل ذلك تحسين أداء تصفح الإنترنت لاسلكياً من جهة، ودعم رسائل الوسائط المتعددة MMS من جهة أخرى. تشكل هذه الخدمة إضافةً إلى شبكات الـ GSM، وهذا ما صار يعرف بالجيل 2.5 من الشبكات الخلوية.
4) 3G
شبكات المستقبل، شبكات الجيل الثالث للاتصالات، التي تَعِدُ بخدمات متكاملة لنقل كافة أشكال البيانات والوسائط المتعددة وبسرعات عالية جداً.
5) نظم الملاحة الفضائية
مثل نظامي التوضع العالمي الأمريكي GPS والنظام الأوربي الحديث لتحديد المواقع Galileo اللذين يستعملان لتحديد إحداثيات موقع معين.
6) الاتصال عبر الأقمار الصناعية
وهي تساهم في ظهور أنظمة التلفزة التفاعلية، وتجمع بين إمكانات التلفزة بالأقمار الصناعية والاتصالات الخلوية وعبر الأقمار الصناعية.
7) Bluetooth
أشهر وأكفأ تقانة اتصال لاسلكية للمسافات القصيرة، تعمل على تردد 2.4GHz، ساهمت بتفاعل كبير بين كافة الأجهزة النقالة وطرفيات الحواسيب أيضاً.
8) IEEE 802.11
مجموعة بروتوكولات استخدام الشبكات اللاسلكية المحلية بثلاثة إصدارات a-b-g بترددات متنوعة وسعات مختلفة، منها تقانة Wi-Fi القادمة بقوة وإمكانات واسعة للربط اللاسلكي.
9) Infrared Data Association IrDA
عرفت هذه الهيئة مجموعة بروتوكولات التخاطب بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وهي تشترط وجود خط نظر بين طرفي الاتصال.
يبين الشكل التالي مقارنة بين تقانات الاتصال القصيرة المدى، من حيث تردد العمل ومعدل نقل البيانات والمسافة العظمى للنقل:
مستقبل التعليم النقال
كما كان التعليم الإلكتروني فكرة بعيدة التحقيق لكنه أخذ دوره الطبيعي في قطاع التعليم؛ سيأخذ التعليم النقال على مساوئه الحالية -دوره كتطور طبيعي في قطاع التعليم الإلكتروني، ليفتح آفاق التعليم لشرائح كبيرة من المجتمع قد يكون من الضروري أن يصل النظام التعليمي إليها.
التعلم الجوال :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق